#قصيده_رائعة_جداً
أبكيك أم أشكو جراح فؤادي
فالحزن يقطرُ من دمي ومدادي
فلقد حملت من المصائب والجوى
مالا تطيق شوامخ الاوتادي
نُهَدٌ بصدري زلزلت بنيانه
فهوى على روض الهوى بفؤادي
من أين أبدأ والبدايةُ مرةٌ
وحروفها في الحلق شوك قتادي
نبضات قلبك تستحث أناملي
وصداك في أذني طيرٌ شادي
قلمي على وتر السطور ربابة
ومدامعي معزوفةَ الانشادي
والقلب مرتجفٌ كطيرٍ خافق
رجلاه ناشبتان في الاصفادي
كم حيلة قد أخفقت في حله
لم يبقى الا رحمة الصيادي
يا مذكي النيران بين جوانحي
قد كنت أرقُبُ لحظة الاخمادي
أيقضت كل مصائبي من نومها
فأذاب حر لهيبهن عنادي
تصحوا المصيبة ثم توقض أختها
وتقيم هذي أختها فتنادي
صمت اليراع وجف خوفاً ريقه
وتلعثمت في القول أم الضادي
واستيقض الحب الذي واريته
متوهجاً كالجمر تحت رمادي
عاد الهوى واعاد شوقاً هزني
لربوعه ليت الربوع بلادي
لقنعت فيها بالكفاف عن الغنى
وعن المنام وراحتي بسهادي
وثويت فيها ناسكاً مترهبناً
أشدو لها ترنيمة العبادي
واعتضت عن تبر أديم ترابها
وعن الخمائل يابس الاعوادي
وبنيت من حصبائها صرح العُلا
ومن الرمال منابر الامجادي
وجعلت من تلك الروابي جنة
ومن القفار مناهلٌ الورادي
لكنها فردوس حب عاثر
محفوفة بشواهق الاطوادي
حاولت أن أرقى اليها جاهداً
فتعثرت عند السفوح جيادي
ورجعت مسكوناً بحزني بعدما
ابعدت عنها أيم أبعادي
ياشاكي الجرح الصغير لمثخن
فيه الجراح كثيرة الاعدادي
لكنه يبكي لجرح واحدٍ
أضناه رغم تطاول الامادي
متمكن في قلبه منذ الصبا
ولربما من لحظة الميلادي
كل الجراح تهون مهما المت
الا الهوى كم عاث في الاكبادي
لا تشكو من جور الزمان لمن غدا
نهبا له ولظلمه المتمادي
أمسى يناجي النجم في أفاقه
عجباً لمن يشكو الهوى لجمادي
صبراً أبا الاشواق لاتحزن اذا
وقفت لك الايام بالمرصادي
قد جئت حيك زائرا ومواسيا
وحسبت أنني قد بلغت مرادي
وسالت عنك فقيل لي ترك الحمى
ضاقت عليه حواضرٍ وبوادي
فتكدرت نفسي وخِلتُ بأنما
قد صار يوم العيد يوم حدادي
ووقفت مضطرب الجوانح سائلاً
نفسي وقد ملك الحنين قيادي
ماذا يؤمله الصغار وقد بكو
من غائب أمسى قليل الزادي
هجر الخمائل تاركاً اعشاشه
وفراخه في موسم الاعيادي
من غربة شد الرحال لغربة
وغدا يعود بمغنم الاجهادي
وكأنه في كل قافلة غدت
تطوي القفار دليلها والحادي
قد صار منفردا بواد غير ذي
زرع ولا ماء لري الصادي
الجار جار عليه قبل عدوه
فرماه قوس الدهر بالافرادي
لكنه رغم العذاب مصابرٌ
مستهتر بالصوط والجلادي
صبرا اقول له وان طال الدجى
فالليل حتما ايل لنفادي
أبشر فبعد الليل فجر مشرق
يمحو الدجى ويضيئ كل سوادي
#كلمات أستاذي العزيز
#محمد_حزام_البردادي